احتل التطريز مكانة كبيرة في حياة النساء حول العالم لفترات طويلة من التاريخ الإنساني، ودارت في فلكه الكثير من عاداتهن اليومية أهمها «الحكي». رتابة الحركة في التطريز والتركيز علي الحركة المتكررة لاستخدام «الإبرة والخيط» تركت متسعا للمطرزات يستمعن فيه إلي الموسيقى أو يتبادلن فيه أطراف الحديث. ترتفع اليد وتنخفض ويتحرك اللسان بهموم اليوم وأفراحه، صراع الحياة وتوافقها. ومع مرور الوقت وزيادة سرعة العصر الحالي عن سابقه، توارى التطريز وقلت الحكايات التي تصاحبه.
تواري التطريز لا يعني اختفاءه، تظل حكاياته وذكرياتنا عنه في عقولنا تنتظر من يبحث عنها. ومن هؤلاء الباحثين وراء التطريز الفنانين «عبد العزيز زرو»، من المغرب، و«آجلايا هارتز»، من سويسرا، اللذان تستضيفهما «آرت اللوا.. مساحة فن»، في منطقة أرض اللواء بالجيزة، للعمل علي مشروعهما «مطرزات الزمن الراهن» الذي يهدف إلي «خلق حالة يكون فيها التطريز طريقة لدفع النساء في الأماكن العامة للحديث عن كافة أشكال المقاومة».