3.10.13

«سادات».. يوثق تاريخ حجرة «غريب» التى يبحث عنها الإسرائيليون منذ 40 عاماً

مع بدء الحصار الإسرائيلى للسويس وملحمة يوم 24 أكتوبر 1973 اضطر المحافظ وكبار القادة الأمنيين إلى الاختباء. أدرك الجميع أن سقوط المحافظ فى أيدى العدو يعنى تسليم المدينة، خاصة أن القوات الإسرائيلية طلبت من المحافظ أن يسلم نفسه رافعا الراية البيضاء ولكنه لم يفعل. بدأت مجموعة القيادات فى التحرك من مكان إلى آخر واستقر بهم المقام فى حجرة مكتب الفدائى «غريب محمد غريب».
تغيرت معالم شارع «شميس» المؤدى إلى منزل «غريب»، المتوفى فى 25 يوليو 1989 فى مكة أثناء تأديته مناسك الحج، كثيراً عن حالها القديم. «فرش» الباعة الجائلين فى كل مكان، الشارع الضيق ضاق أكثر ببضاعة المحال المفروشة أمام أبوابها. أحد تلك المحال يقع فى الدور الأرضى من منزل الفدائى الراحل، المكون من ثلاثة طوابق، ومن داخل المحل يمكنك المرور إلى غرفة صغيرة كان الإسرائيليون يبحثون عنها من 40 عاماً، ولكن معالم المكتب تغيرت هى الأخرى. لقد أصبح الآن معرضاً للصور الفوتوغرافية التى توثق تاريخ «غريب» ورفاقه فى العمل البطولى.
على جدران الغرفة التى لا تتجاوز أبعادها الثلاثة أمتار فى ثلاثة أمتار ترى صورة للمحافظ ومعه «غريب» وفدائون آخرون التقطت فى نفس الغرفة، وصور توثق معركة قسم الأربعين والآليات الإسرائيلية المدمرة، وصورا أخرى لحرب الاستنزاف وإلى جوارها صور النياشين وشهادات التكريم. كل هذه الصور بدأ «سادات غريب»، موظف بشركة النصر للبترول 43 عاماً، جمعها مع مقتنيات أخرى خاصة بوالده بعد وفاته من أجل استخدامها فى إقامة معرض. وشملت المقتنيات التى جمعها صوراً للعمليات الفدائية اللى قام بها أعضاء منظمة سيناء العربية من خلال زملائه، وأى شخص آخر لديه أى صور فى نفس السياق.
تشكلت مجموعة الصور التى حصل عليها «سادات» من أكثر من 300 صورة يوثق أغلبها حرب الاستنزاف. غالبية هذه الصور كانت من تصوير الفدائى «عبدالمنعم قناوى»، أحد أفراد «سيناء العربية». كما ضم المعرض نوط الامتياز الذى منحه السادات لـ«غريب» وشهادات تقدير منحتها له القوات المسلحة وعدد من الجهات الحكومية، والدروع والأوسمة التى حصل عليها، ومذكراته التى كتبها عن العمليات.
الأخطاء التاريخية التى وقع فيها البعض أثناء توثيق العمليات الفدائية كانت أحد الدوافع وراء إقامة المعرض. يقول «سادات»: أقمت المعرض على حسابى الخاص من أجل أن يحصل كل فدائى على حقه «ونوثق تاريخ الوالد» لأن مؤرخاً من السويس نسب عمليات فدائية قام بها الوالد إلى آخرين، مثل عملية أسر الجنديين الإسرائيليين التى كانت بداية تأسيس المنظمة. وعلى الرغم من أن صاحب الكتاب نشر اعتذاراً وتصحيحاً للتاريخ إلا أن هذا لم يغير من موقف «سادات» بعمل المعرض، بل دفعه أيضاً إلى إصدار كتاب يحكى فيه قصص بطولات الوالد ورفاقه من أبطال منظمة سيناء العربية.
يحتوى كتاب «تاريخ فدائى.. صفحات مجهولة فى تاريخ السويس، على الكتابات التى كان «غريب» يوثق بها الأعمال الفدائية التى كان ينفذها. يقول «سادات» إن والده كان يوثق تلك العمليات بما يتاح له وبأى شكل ممكن، فكان يكتب ذلك التوثيق فى شكل «خواطر» أحياناً، وفى شكل مذكرات يومية أحياناً أخرى


كتب الموضوع كلا من أحمد الهواري وآيات الحبال ونشر في جريدة المصري اليوم 
الصورة لسيد شاكر من المصري اليوم